"نحن لا نعرف إلا القليل عن العالم فيما وراء شواطئنا الرملية، ومياهنا الزرقاء الصافية؛ بل إن ذلك العالم لم يعرف عنا نحن شعوب الخليج العربي إلا أقل ما عرفنا نحن عنه؛ فمن كان يحلم أن الأمور سوف تشهد هذا التغير الجذري؟

 

عندما أعود بذاكرتي إلى بداياتنا المتواضعة، لا أكاد أصدق ما حققته شركتنا، وما توصلت إليه دولتنا؛ فلقد كنت في عمر الخامسة عشرة من العمر عندما بدأت عملي في وظيفة "كاتب"؛ وكان الكثيرون من بني وطني في ذلك الوقت لا يزالون يتكسبون عيشهم من الغوص في مياه الخليج بحثاً عن اللؤلؤ، وكانت الحياة بسيطة، واحتياجتنا قليلة.

 

لم يكن في ذلك الوقت أحد يعرف ما يخبئه المستقبل، من اكتشاف مواردنا النفطية الواسعة، وميلاد الدولة ومروراً ببناء بنيتنا التحتية وصولاً إلى النمو السريع لاقتصادنا؛ كان ذلك هو المستقبل المشرق الذي نسعى إليه في العام 1954 عندما قمت أنا وأخي عبد الواحد بتأسيس المكتبة الأهلية، أكبر مكتبات دبي، والتي كانت أول مشروعاتنا الاستثمارية؛ وما أن مضى على ذلك عدة أعوام حتى أنشأنا شركة للتجارة العامة شكَّلت لاحقاً "مجموعة الرستماني"؛

تزايدت الأعمال بشكل مضطرد، في ظل النمو الذي شهدته دبي والإمارات الأخرى في حقبة الستينيات؛ ومع تأسيس الاتحاد في العام 1971، حدثت زيادة كبرى في الفرص التجارية؛ وبفضل القيادة الرشيدة لحكامنا تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة وفي وقت قصير إلى مركز اقتصادي قوي ذي أهمية عالمية

 

وكما كنا في الماضي، فإن مجموعة الرستماني سوف تواصل مشاركتها في تعزيز النمو والتقدم في دبي والإمارات العربية المتحدة؛ بل إننا نتطلع إلى المزيد من فرص النجاح فيما وراء حدودنا الوطنية، حيث يأتي تعقب مثل تلك الفرص إقليمياً ودولياً ضمن أهم أهداف مجموعتنا، ونسعى إلى تحقيق ذلك مع شركاءنا الحاليين والجدد، فلقد حققنا الكثير في مسيرة طويلة منذ أيام كان استخراج اللؤلؤ هو أحد أهم ركائز اقتصادنا؛ وها نحن اليوم، في الألفية الجديدة، وقد أصبح العالم محارتنا."